الخميس، 9 يونيو 2011

أيها القاتلون .. سيقتلكم الله .. 2



{ فقتل كيف قدر } وهذا الكلام مما ينطق به العرب عند التعجب والإستعظام يقولون: قتله الله ما أشجعه. وقاتله ما أشعره، وأخزاه ما أظرفه. والمراد أنه قد بلغ المبلغ الذي حق له أن يحسد فيدعى عليه. والمعنى في الآية التعجب من قوة خاطره. أنه كيف استنبط هذه الشبهة في أمر محمد صلى الله عليه وسلم بحيث وافق غرض قريش كما حكينا وهي بالحقيقة ثناء على طريق الإستهزاء . ومعنى { ثم } الداخلة في تكرير الدعاء الدلالة على أن التعجب في الكرة الثانية أبلغ من الأولى ، أو هي حكاية لما كرره من قوله تعالى { قتل كيف قدر } ويجوز أن يكون التقدير الأخير تقديراً للتقدير أي ينظر فيه بتمام الاحتياط فهذا ما يتعلق بأحوال قلبه . ثم وصفه بأحوال ظاهره قائلاً
{ ثم نظر } في وجوه القوم { ثم عبس وبسر } قال الليث : عبس عبوسا إذا قطب ما بين عينينه فإن أبدى عن أسنانه في عبوسه قيل : كلح { واستكبر } عن الإيمان ويحتمل أن يقال : قدر ما يقوله ثم نظر فيه احتياطاً والدعاء بينهما اعتراض، ثم قطب في وجه النبي ثم أدبر عن الحق واستكبر عنه. ومعنى « ثم » في هذه الأفعال سوى فعل الدعاء الثاني المهلة . والفاء في قوله تعالى { فقال } للدلالة على أنه كما تولى واستكبر ذكر هذه الشبهة، أو أن الكلمة لما خطرت بباله بعد التفكر لم يتمالك أن نطق بها من غير تراخ .
"كل الذين" في "السابقة" يفكرون .. يقدرون ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق