الجمعة، 31 ديسمبر 2010

أبطالا


أبطالا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
فالحمد لله، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد؛

فلماذا لانكون كلنا أبطالا؟ ونكون كلنا العرب المسلمين؟
ولماذا كلما اتصلت بإنسان، لم أجد أمامي- على كثرة من قابلت - بطلا من الأبطال؟
ولماذا لايشعر الكل بأنه الفتى أو أنه بطل؟ ويظن في نفسه البطولة الفتية العربية؟...
ولماذا وكيف؟ نتناسى ونتعامى؟ مجدنا الجاهلي والإسلامي التليد؟
يكاد لبي يصافح السحاب، كلما تصورت ماأنّا بأبطال.
ولماذا لا نستحيل كلنا رجلا واحدا؟ خلقه القرآن؟ شغله السنة؟
ولم لايوجد على الأرض مليارا عمر؟
أو مليارا عثمان؟ أو علي؟
ولم لايجد الكائن منا السبيل التي بلغت درايته بها أقصاها؟ ويصل أقصاها - ولن تبلغ درايته بالطريق أقصاها، "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" - ؟
سيسأل السائل من أول العنوان: لماذا نصب الأبطال؟ وأنا أجيبه أتريدني أن أجعل الأبطال فاعلا أم مبتدأ؟
أوليسوا الآن مفعولا به؟؟

لنا ياحاتم .. قل .. ألق .. انثر .. علمنا مكارم الأخلاق .. وأَحْسِنْ



بصوت متحشرج، لكنْ رخيم، أقول: إذن فلدينا الرجل الكريم، إلى النفس الأخير .. قد جمع في تحفتِهِ تلكْ معجم الألفاظ الكرمية .. امرأة عَذَّالة، وحكمة المال المتهادى بين الناس، وذوو القربى وماله مالهم، ومن كرم اليد لعفة الحواس ..

يتبع..،

لنا ياحاتم .. قل .. ألق .. انثر .. علمنا مكارم الأخلاق



رسول الله عليه الصلاة والسلام .. قالت : يامحمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنت سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطاعم، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي فقال صلى الله عليه وسلم : ياجارية هذه صفة المؤمنين حقا، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق .. منه، وفي إسناده ضعف
يتبع..،

لنا ياحاتم .. قل .. ألق .. انثر ..

أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ
أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ
أَماوِيُّ إِمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ وَإِمّا عَطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ
إِذا أَنا دَلّاني الَّذينَ أُحِبُّهُم لِمَلحودَةٍ زُلجٌ جَوانِبُها غُبرُ
وَراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أَكُفَّهُم يَقولونَ قَد دَمّى أَنامِلَنا الحَفرُ
أَماوِيُّ إِن يُصبِح صَدايَ بِقَفرَةٍ مِنَ الأَرضِ لا ماءٌ هُناكَ وَلا خَمرُ
تَري أَنَّ ما أَهلَكتُ لَم يَكُ ضَرَّني وَأَنَّ يَدي مِمّا بَخِلتُ بِهِ صَفرُ
أَماوِيُّ إِنّي رُبَّ واحِدِ أُمِّهِ أَجَرتُ فَلا قَتلٌ عَلَيهِ وَلا أَسرُ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ لَو أَنَّ حاتِماً أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفرُ
وَإِنِّيَ لا آلو بِمالٍ صَنيعَةٍ فَأَوَّلُهُ زادٌ وَآخِرُهُ ذُخرُ
يُفَكُّ بِهِ العاني وَيُؤكَلُ طَيِّباً وَما إِن تُعَرّيهِ القِداحُ وَلا الخَمرُ
وَلا أَظلِمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ إِخوَتي شُهوداً وَقَد أَودى بِإِخوَتِهِ الدَهرُ
عُنينا زَماناً بِالتَصَعلُكِ وَالغِنى كَما الدَهرُ في أَيّامِهِ العُسرُ وَاليُسرُ
كَسَينا صُروفَ الدَهرِ ليناً وَغِلظَةً وَكُلّاً سَقاناهُ بِكَأسَيهِما الدَهرُ
فَما زادَنا بَأواً عَلى ذي قَرابَةٍ غِنانا وَلا أَزرى بِأَحسابِنا الفَقرُ
فَقِدماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وَسُلِّطَت عَلى مُصطَفى مالي أَنامِلِيَ العَشرُ
وَما ضَرَّ جاراً يا اِبنَةَ القَومِ فَاِعلَمي يُجاوِرُني أَلّا يَكونَ لَهُ سِترُ
بِعَينَيَّ عَن جاراتِ قَومِيَ غَفلَةٌ وَفي السَمعِ مِنّي عَن حَديثِهِمِ وَقرُ

يتبع..،

أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)



أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)
 

الخميس، 30 ديسمبر 2010

تعليق على إدراج قارئة الفنجان


إذن فلدينا نزار .. وفنجان .. وشارب .. ولكن .. لدينا قراءة فنجان لاتتفق وصريح الإسلام .. ولدينا حكمة أزلية .. أسخر منها فأقول .. امرأة عجوز، كما أظن .. فقارئات الفنجان، عادة، في سن كبير يعيشون .. لن تقرأ امرأة فنجانا دون الأربعين .. كيف تحدث هؤلاء الناس بشخصياتهم دون خبرات حياة أخذتها هي بالتذاكي أو بشئ لست أعرفه الآن .. لدينا حكمةٌ .. من شاء قال: شيطانية .. أو قال سحرية .. وهل السحر غير شيطنة .. السحر يغير واقعا بلاأسباب .. والشيطنة فيها ذلك ..
لدينا حب مقدر .. لهفي كيف علمَتْ ..
لابد من قليل من الشياطين تُرْمى بشهب ..
أتحب أن تعرف الغيب .. وغير موقف الدين من محاولتك العابثة .. أتحب أن تعرفه ممن يُرْمَى بشهب ..
إذن فلدينا رعب وأسفار .. لاسفرا واحدا .. وحروب .. لاحربْ .. وحب ملحمي .. تُعْشَقُ فيه كل نساء الأرض ..
ورب عودةٍ لملك مغلوب .. كيف يشعر الملك المغلوب؟
ولدينا امرأة .. أنثى كاملة

نريدها لكمالها .. لكن .. دونها تقف عبس .. وعلى عبسِِ الرماحِ الطويلةِ والسوادِ وامتطاءِ غريبٍ لظهورِ الخيل، عنترةٌ فارس العرب قاطبة ..
فأنى لنا تلك المرأة ..
تلك الـ عيناها .. تلك الـ فمها .. تلك الـ ضحكتها .. تلك الـ .. لا.لا. فطريقك مسدود .. مسدود
بصرتْ، ونجمتْ .. أحد يخبرها .. النظر في النجوم لمعرفة الغيب حرام
...
وتحب ملايين المرات وترجع كالملك المخلوع.
يتبع..،

قارئة الفنجان

قارئة الفنجان


جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً وكثيرا..
وتموتُ كثيراً وكثيرا
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
 
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى وورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ .. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ .. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها .. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها ..
يا ولدي ..
مفقودٌ .. مفقود
 
بصَّرتُ .. ونجَّمت كثيراً
لكنّي .. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي ..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ .. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً ..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..
 

أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)



أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)
 

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

تعليقٌ, كالمعتاد .. في المفضليات



فضلُ قولٍ أن أحكي قصة المفضل .. هو صاحب كتاب المفضليات .. ترجمته في كل كتاب ترجمة .. ثقة؟ أقول ثقة .. عالم؟ من العشرين الكبار.. كبار العلماء في وقته .. العباسيين الأُول .. طبعا ليست بك حاجة لقراءةٍ عن المفضل من مثلي .. ستعتبرها تنطعا .. لكنها للذين يقرءون لغير كُبَّارِينَا القدماء صاحبي التراث .. الذين يُتْلَدُون علما .. الذين نأخذ عنهم الأدب, وننفذه على أَذْلَالِه .. رأوا مالم نر .. وحدثوا عن الخِيَار .. وقالوا الخير .. كل الخير .. وأبقوا منه لا للجديد .. إن كنت ترجو رسول الله .. فكيف بمن حدثك عمن قال فيه: مامن أعرابي أحببت أن أراه إلاهُ .. قبلةُ تضعها على ظهر يده تكفيك .. قبرُه تزورُه .. ألاتَعْتَبِرُ بمقبورٍ أَدَّاكَ حكمةَ الزمن؟
 

1 في المفضليات

في المفضليات قصيدة.
قال ذو الإصبع العدواني:


لِيَ ابْنُ عَمٍّ عَلَى ما كان مِن خُلُقِ         مُخْتَلِفَانِ فأَقْلِيهِ ويَقْلِينِي
أَزْرَى بِنَا أَنَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُنَا         فَخَالَني دُونَهُ وخِلْتُهُ دُونِي
يا عَمْرُو إِنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقِصَتي         أَضْرِبْكَ حَيْثُ تَقُولُ الهامَةُ اسْقُونِي
لاَهِ لابنِ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حسَبٍ         عَنِّي، ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُونِي
لولا تقُوتُ عِيَالِي يَومَ مَسْغَبَةٍ         ولا بِنَفْسِكَ في العَزَّاءَ تَكْفِيني
إِنِّي لَعَمْرُكَ ما بَابِي بِذِي غَلَقٍ         عَن الصَّدِيقِ ولا خَيْرِي بِمَمْنُونِ
ولا لِسَاني على الأَدْنَى بِمُنْطَلِقٍ         بالفَاحِشَاتِ وَلا فَتْكِي بِمَأْمُونِ
عَفٌّ يَؤُوسٌ إِذَا ما خِفْتُ مِن بَلَدٍ         هُوناً فَلَسْتُ بِوَقَّافٍ على الهُونِ
عَنِّي إِليكَ فما أُمِّي بِرَاعِيَةٍ         تَرْعَى المَخَاضَ، وَما رَأيي بِمَغْبُونِ
كلُّ امْرِىٍء رَاجعٌ يَوْماً لِشيمَتِهِ         وإِنْ تَخَالَقَ أَخْلاَقاً إِلى حِينِ
إِنِّي أَبِيٌّ أَبِيٌّ ذُو مُحَافَظَةٍ         وابنُ أَبيٍّ أَبِيٍّ مِنْ أَبِيِّينِ
وأَنْتُمْ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مائَةٍ         فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ كُلاًّ فَكِيدُونِي
فإِنْ عَرَفْتُمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فَانْطَلِقُوا         وإِنْ جَهِلْتُم سَبِيلَ الرُّشْدِ فَأْتُوني
ماذا عَليَّ وإِنْ كُنْتُمْ ذَوِي كَرمٍ         أَنْ لا أُحِبَّكُمُ إِذْ لم تُحِبُّونِي
لَوْ تَشْرَبُونَ دَمِي لم يَرْوَ شارِبُكُمْ         ولا دِماؤُكُمُ جَمْعاً تُرَوِّينِي
اَللهُ يَعْلَمُني واللهُ يَعْلَمُكُمْ         واللهُ يَجْزِيكُمُ عَنِّي ويَجْزِينِي
قد كُنْتُ أُوتيكُمُ نُصْحِي وأَمْنَحُكُمْ         وُدِّي على مُثْبَتٍ في الصَّدرِ مَكْنُونِ
لا يُخرِجُ الكَرْهُ منِّي غَيْرَ مَأْبِيَةٍ         ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِيني

كل أحد يستطيع أن يقول فيها فيها دينٌ بالفطرة, وأن الرجل له قلبٌ شاعرٌ ليس به السوء, وماعلى الرجل إن افتخر بمَكارِمَ يَجعَلنَ الفَتى في أُرومَةٍ، وإنما هو حياته واحدة فلتكن كما انبغى له فبدا له ففعله، وأن ماعليه أن يكون فيمن قال فيهم: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

وأن ليس صعبا، على من يسمعون، اجتهادا في تبيين الضرب، وليس أي ضرب، نحن نتحدث هنا عن "حيث تقول الهامة اسقوني"، والسقيا - قد علمنا - مما وجد الأبناء عليه الآباء؛ يرون غائب الموت يعطش، فإلاتسقي قبرَه سحابة، وإلا. نقول ضربا حيث القبر في الجوار، ربما كي لانتعب أهل الميت، أو من في حكمه فهو حي للآن فحسب، والثانية التالية لابد ميت. سنضربه حيث سيدفن، وربما دفناه. أو أنَّ الهامة هي الهامة في باب لاهامة؟

لن يخبرني هذا الـ "أحد" بمعنى النص، إنه إن قال فأحمق، وإن سمعته أنا فأنا أعرفُ بنفسي، أو أحببت أنت سماعه، فلترمٍ شخصك بحجرٍ خطيئتك في استيعاب ماعُلِمَ من الشعر بالضرورة.

للعروضيين أن يحذرونا من الوقوف على "من بلد"، وأن نقف على هونا إن شئنا. وللنحويين أن يستعرضوا بالقول: لاهٍ أي لله بحذف الجارة. ولمتعشقي الأدب: بل هي قسم. ولن أعطي للحمقى الذين يقولون: طباق يوضح المعنى من خلال ... . ولأحباب الفتوة عند العرب نغريهم بزيارة قبر الفتى الذي ماينفك بابه مفتوحا، وولسانه عن الفحش ساكتا، وأبواه - ماعاشا وإن ماتا - في إباء دائم، حياة وموتا. وللدلاليين أن يحدثونا عن "الأبيين"، هي جمع، وجاء على الجناس، وتكرَرَ اللفظُ للاستلذاذ بمفخرة في معناه. وأن يزيدنا بعضهم: ذا عرف وذا جهل وذا شرب وذا دم وهااللسان وهاالحكمة السرمدية آخر البيت؛ تلك إذن معاجم القصيدة الجاهلية.


قصة


إن رجلا علم أن أخا له قد جمع ليحج. فأتاه يسأله أن يذكره في حجه.

وقف الرجل أمام بيت إلهنا ونظر إليه وقال اسم الرجل, وكان الرجل في بلده يعصي الرب الآن.

 

قصة قصيرة ثانية


تزوجت امرأةٌ رجلا يعمل سائقا لدى مَدْرَسَة ذا مرتب عالْ. كان رجلا في العقد السادس بينما هي في العقد الرابع, وكانت حدود جسدها معقولة، لكنه لم يعد شابا، يأكل مايريد، الآن لديه معدة عظيمة ومشاكل ضغط. لاتساعد هذه الأشياء على أن تكون العلاقة الجسدية بينه وامرأته على مايرام.

لكنهما راضيان.

ذات مرة عرضت عليه أسرةُ تلميذةٍ يوصلها يوميا مبلغا له شخصيا على أن يأتي بالحافلة تحت المنزل بدلا من الشارع العمومي. وقد تردد في القبول أو الرفض.

وذات مرة ذهبت المرأة إلى السوق. ودخلت حانوتا. طلبت من البائع شيئا عندما فحصته لم يُعْجبها. فطلبت آخر لم يعجبها، فطلبت آخر لم يعجبها، فطلبت آخر كان على البائع أن يتعب ليحضره، ولم يعجبها، وهكذا حتى طال الأمر عليها.

ثم استقرت على شيء. ثم دفعت إليه ثمنه، ثم تأسَّفتْ، ثم نَقَدَتْهُ بِقْشِيشًا، ثم انصرفتْ وقد تركتْ - راجيةً - ابتسامةً في ذهن البائع.

 

قصة قصيرة




قال الجاحظ لعهدنا: كان لنا إمام يرقى المنبر يوم الجمعة يخطبنا. وكان في شارعنا دكاكين، أصحابها كلهم من رجال المسجد. ثم جَدَّ عليهم تاجر جديد. كان هذا التاجر لايقيم الصلاة. تراه حتى في صلاة الجمعة في حانوته يبيع.

كان إمام مسجدنا يرقى المنبر يوم الجمعة يخطبنا يذكرنا بالنداء للصلاة يوم الجمعة أنَّ حتما علينا أن نَذَرَ البيع.

كان الرجل الذي لايصلي خدوما؛ إذا ناديته وأخبرته طلبتك من شرفتك أتاك بها في ثبتك.

وكان الخطيب أو امرأته من المنادين.

بعد النداء لصلاة الجمعة ظل الخطيب يذكرنا بأن نسعى " مبكرا " لذكر الله، لكنه لم يعد يذكرنا بعدها بحتمية أنْ نَذَرَ البيع.
تمت

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

ربما تثاءب بعض الناس حين قراءة أسطر "قال وأخبرنا وحدثنا": هل تذكرها؟


بالطبع تذكرها، وإلافإنك مصاب بضعف في الذاكرة.
رسالة جديدة ..
يمكنك أن تقرأ كتب القدماء كما تشاء .. وأن تدعي إفكا "لقد قرأت للجاحظ كتابين"
انظر نفسك .. لقد قلت جملتك .. أولها "لقد" لتضفي على ماتقول ثقة أكيدة؛ ويكأنك ستتلو علينا شعرا جاهليا لفحل .. ثم فعلا أنت فاعله؛ لم تنس تاء المتكلم. قل لي أليس في هذا شيء من الغرور؟! .. ثم ذكرك للكاتب الكبير "ها الجاحظ، بنفسه" وكأنك بالقراءة أشبهته .. يالك من غر .. "كتابين" استهوانا بعدد؟ لاأظنك تستهين، تعلم أن كتابا للجاحظ ضخم لامحالة، إلا إن قرأت رسالة ولاأظنك تفعل، ربما تظن الرسالة شيئا لايوحي بعظمة "القارئ".
لن أقول لك "لاتراع". بل فافزع .. فكتاب واحد أو مائة لاتكفي .. خذ دليلا:
أبو العباس ثعلب وأبو العباس المبرد يحاضران بذات المسجد بنفس العصر الكائنان فيه .. قل لي أإن قرأت "حدثنا أبو العباس" هل ستعلم أيهما قال؟
لاتقل قرأتُ قل للعلم سبيل إني قاطعها ..
أردتك ألاتسخر من قال وحدثنا وأخبرنا وعن وعن ..

مع ابن منظور ..


"ربما وجدته يسئ التعبير."
 كلمة كبيرة .. ربما تبرأ منها بعض الناس وقال: " كلا بل هي كلمة هو قائلها ".

بل أقول اسمع:
والعُمَران: أبو بكر وعمر, رضي الله تعالى عنهما وقيل عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز, رضي الله عنهما؛ قال معاذ الهرَّاء: لقد قيل سيرة العمرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز, لأنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تسلك سيرة العمرين. قال الأزهري: العمران أبو بكر وعمر, غُلِّبَ عمر لأنه أخف الاسمين قال: فإن قيل كيف بدئ بعمر قبل أبي بكر وهو قبله وهو أفضل منه, فإن العرب تفعل هذا يبدءون بالأخس, يقولون ربيعة ومضر, وسُلَيْمٌ وعامر, ولم يَتْرُك قليلا ولاكثيرا.
 

حتى إذا ..


حتى إذا تثبتنا بالعلم الواضح والبرهان القاطع غير الملتبس أن الجاحظ ليس بثقة ...
.. ياله من أمر ثقيل ..
أن يقع رجل كالجاحظ من نظر من أحب القدماء ..
لقد كتب الكثير ..
هذا البيان وهذا التبيين، وتيك الرسايل وتيك الحيوان والبخلاء..
حتى إذا تثبتنا .. ياله من أمر ذكره الله في كتابه:
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
نقاطع الرجل .. لانقرؤه .. نحرق كتبه .. بل لن ينشر ناشر كلام كاذب على الله؟
يكذب على الله! ومن أظلم ممن يكذب على الله. لاأحد.
بل إنا نقرأ الرجل، ولانحب فعله في الكذب ..
ستجد في كلامه حلاوة.
ستجد في أسلوبه مرونة وقوة وأسرا.
سوف لن تحول نظرك من الكتاب. وكيف وقد هالك هائل. يأخذك من هنا لهناك، ومن زمن لزمن، بل ومن كفر قوم لإيمان قوم.
سوف يحدثك عن عنترة وبأسه، وعن أدبه، وعن دعابة امرئ القيس، وعن ركوبه الخيل والجواد.
يقول لك قال رسول الله وقال عمر وقال الأحنف.
ومن قريش لتميم للروم لعاد.
كيف تحيل نظرك؟
  

رسالة جديدة


ربما تثاءب بعض الناس حين قراءة أسطر "قال وأخبرنا وحدثنا".
مسكين ..
أن يقول راوٍ "أخبرنا وحدثنا" غير أن يقول سمعنا.
"سمعنا" إذن ربما كان في المجلس لكنه غير راءٍ.
اعلم أن تروي علما فأمر سهل، أما أن يقبل الناس منك العلم فأمر يحتاج لأن تكون عالما ثقة. ولن تكسب صفة الثقة إلا إذا امتدحك العلماء.
وفي الرواية عن علماء درجات لكونك ثقة، فراجعها في رجال الحديث تعرفها.

الحسن البصري

لكنَّ الذي قال بتشبه الحجاج بزياد وزياد بعمر رضي الله عنه الحسن البصري.
لكن ..
الكتاب للجاحظ.
تتابع مادة جحظ في لسان العرب لتجد ابن منظور يقول:
الجاحظ: لقب عمرو بن بحر، قال الأزهري: أخبرني المنذري قال: قال أبو العباس كان الجاحظ كذابا على الله وعلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى الناس؛ وروي عن أبي عمرو أنه جرى ذكر الجاحظ في مجلس أبي يحيى فقال: أمسكوا عن ذكر الجاحظ فإنه غير ثقة ولامأمون.
قال أبو منصور: وعمرو بن بحر الجاحظ روى عن الثقات ماليس من كلامهم وكان أوتي بسطة في لسانه، وبيانا عذبا في خطابه، ومجالا واسعا في فنونه، غير أن أهل العلم والمعرفة ذموه، وعن الصدق دفعوه.
إذن تفهم من ذلك الرواية فاسدة؟ كذبة من كذبات الجاحظ؟
ماأدراك لعله صدق في تلك.
ربما نراجع كتب التاريخ والأدب كي نعرف الحقيقة.
أو نراجع سير هؤلاء الحكام.
سيدنا عمر وزياد والحجاج.
ولكن علينا أولا أن نراجع أسباب رفض الرواية.
فلنتابع ابن منظور ورواته.
أم أن من أفسد علينا عامودا من أعمدة الأدب مهما كان موقعه من الثقات قبلناه.
أستطيع أن أحضر لك كلبا يشنع على المحترمين. فهل تصدقه؟ إنك إذن لمجنون.
لابأس هون عليك اقرأ أمات الكتب.
ستجد فيها ذكر ابن منظور وغير ابن منظور.
وهو - أظن - محمود.
ربما وجدته يسئ التعبير.

الخميس، 23 ديسمبر 2010

تعليق على التعليق، ولاأظنه فيه كبير سفسطة

أما بعد؛
ربما كرهتم هذه الكلمة المملة لتكرارها
لكن ..
هذه الكلمات الآن وبعد الآن محض رأي مصاغ أدبيا
إذن .. هذا فن
وإذن .. هذا رأي
وإذن هذا ليس بعلم

لكنَّك يجب أن تقول إنه مقصود، وحتى الآن. فمثلا؛ ليس غير مقصود ألا آتي في التعليق السابق بالواو قبل فيم أنتم وذاك. لأنك ستجدها في البيان والتبيين بواو, والكتاب حيث ستجدها بواو تاريخ الطبري.

خذ بالك، واستدع عقلك، ليس ثم مصادفات هنا ولامهاترات ولاسوء صياغة أو تعمل.

والحجاج عند كل أحد يقرأ التاريخ بروح التاريخ يأتي في ذهنه منهج الحجاج في ولايته.
كيف يحكم الحجاج!
في كل خطبة عراقية تقرؤها لابد من تقريع، أو بد من إنذار، أو من سفك دم وانتهاب.

هذا في زياد. كما قيل: تشبه زياد بعمر فأفرط، وتشبه الحجاج بزياد فأهلك الناس.
.. لكنك - لابد - قرأت أن ذا التشبه إنما في النفقات.

,أم أنه في كيف يساس الناس؟

سيدنا عمر هو كيف ينبغي للحاكم أن يسوس.

لابد من تعليق



أما بعد؛
كيف يقبل مني كلام أذكر فيه نزار!
أنا لاأقول شيئا في إيمان الرجل.
من يخبرني بجنته وناره؟
لكن ..
ألم أقل إنه قال وإنه قوال وإنه قائل!
لابد إذن أني أقصد كلام الحجاج
"فإياي وهذه الجماعات وقيلا وقال، ومايقول، فيم أنتم وذاك؟ والله لتستقيمن على سبل الحق أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده. من وجدت بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه، وأنهبت ماله."

HOW to PROVE I am a kid?

HOW to PROVE I am a boy?

first
يجب أن توافقني في أن نأخذ بآراء علماء الزمن الغابر لأن الذين نعرفهم منهم كانوا على علم كبير، وإن لم تعلم ذلك فنقب عليهم وستجد.

كما أن الزمن الغابر له هيبة تعرفها حين يأخذ شيء في سرد حدث حدث زمانا ..
رهبة في الورق الأصفر، والتراب الأصفر، ورائحة الترب.

والزمن الغابر له احترام لأنك بفطرتك تحترم مالم تره، وهكذا .. إن كانت فطرتك تملي عليك أن تكره مالاتعلم فأنت إذن عدائي، أو عادي نسبة إلى قوم عاد، مداعبة، ليست - بالحق - حقيقة.

وإذن، فقال ابن رشيق: إنه يحتج به ولايحتج عليه.

وقبلا قال نزار، وهو قوال:
ياشاعري لم ألق في العشرين من لم يفطم

وقال، وهو قائل:
فأنت كالأطفال ياحبيبي
...
فأنت طفل عابث

وحتى لو قلت "الجملة بعد المقطع حال، فالمقطع الذي جئت به يقبل معاملة الكبير كالطفل في حكم واحد"