الاثنين، 7 نوفمبر 2011

الحجاج .. عبد الملك .. ابن مروان .. الوثبة الأموية .. والغفلة القرشية .. والدر وحالبه .. و"تأمنني" ..




إذا أنت لم تترك أموراً كرهتها ... طلبت رضاي بالذي أنت طالبه
وتخشى الذي يخشاه مثلك هاربا ... إلي فهاقد ضيع الدر حالبه
وإن تر مني غفلة قرشية ... فياربما قد غص بالماء شاربه
وإن تر مني وثبة أموية ... فهذا وهذا كله أنا صاحبه
فلا تأمنني والحوادث جمة ... فإنك مجزى بالذي أنت كاسبه
ولا تعد ما يأتيك مني وإن تعد ... يقوم بها يوم عليك نوادبه
ولا ترفعن للناس حقاً علمته ... ولا تغضبن، فاللين للناس جانبه


فأجابه الحجاج: أما بعد، فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه سرفي في الدماء وتبذيري للأموال، ولعمري مابلغت في عقوبة أهل المعصية ماهم أهله وماقضيت في أهل الطاعة مااستحقوه، فإن كان قتلي أولئك العصاة سرفا وإعطائي أولئك المطيعين تبذيرا فليسوغني أمير المؤمنين ماسلف وليحد لي حداً أنتهي إليه إن شاء الله تعالى، ولا قوة إلا بالله، ووالله ماسلبت نعمة إلابكفرها ولاتمت إلا بشكرها، ولاأصبت القوم خطأ فأديهم ولاظلمتهم فأقاد بهم، ولاأعطيت إلا لك ولاقتلت إلا فيك، وأما ماأتاني من أمريك فأبينهما عزة أعظمها محنة، وقد عبأت للعزة الجلاد وللمحنة الصبر؛ وكتب في أسفل كتابه:


إذا أنا لم أبغ رضاك وأتقي ... ذاك فيومي لا تزول كواكبه
ومالامرىء بعد الخليفة جنة ... تقيه من الأمر الذي هو كاسبه
أسالم من سالمت من ذي هوادة ... ومن لم تسالمه فإني محاربه
إذا قارف الحجاج منك خطيئة ... فقامت عليه في الصباح نواديه
إذا أنا لم أدن الشفيق لصنعه ... وأقص الذي تسري إلي عقاربه
فقف لي على حد الرضى لا أجوزه ... مدى الدهر حتى يرجع الدر حالبه
وإلا فدعني والأمور فإنني ... شفيق رقيق أهلته تجاربه


فلما قرأ عبد الملك كتابه قال: خاف أبو محمد صولتي ولن أعود إلى ما يكره.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق