الاثنين، 10 يناير 2011

ماأريد أن أقول منذ زمن ...

وقفت في الشرفة .. فوجدت بنتا في حوالي العشرين .. ترتدي من السراويل أزرق جينز .. ملامح وجهها وتقاطيعه تناسب وصف بنت مصرية مثالية التكوين في سنها .. لها فم صغير وشفتان بين الدقة والغلظ .. ولها عين وسط بين المها والضيقة .. ولها لون أسمر .. حواجب دقيقة, صنعتها يد خبير .. وكنزة ضيقة .. أي أن لها الشكل المصري لحينه, في المنظر والمخبر والسلوك .. لأنها كانت تمسك بيدها اليسرى محمولا .. تضغط أزراره, لاأعلم لِمَ .. أما بيمينها فكوب شبه شفاف يحمل سائلا بنيا. وذا كوب لاأراه إلافي يد بنات الجامعة. اللاتي يتصرفن وكأن المشي في الشارع كما المشي في دهليز البيت, وأن الصبي الجامعي كالصبي الذي هو في البيت أخوها, وأن حقا أن كبير السن المحاضر يقول حقا ترهات .. وأن حقا أن كراسي البحر حقا كراسي صالون بيتنا, وكأن أبيها جوارها .. وأن حقا حقا كلامها والولد على ذاك الكرسي على البحر كلام ليس يستطيعه أعتى العلماء .. وأن العلماء هم بالفعل والحق والإمكانية على غير استيعاب كامل لها وللولد في كلامهما الذي يستحق أن تقام عليه آلاف الدراسات العلمية .. وأن تدرس كلماتها الناطقة بكلام الخير كله في كل جامعات الدنيا .. وأن هؤلاء الذين يتحدثون عن المجتمعات سفهاء .. ومالهم وأقوالها في شئون الأرض .. تلك التي لايستطيعون مثلها ولو مشوا على أيديهم وحفظوا ثلاث لغات .. تلك البنت الواثقة حين تتحدث عن شيء .. ترى الشمس طالعة, تخبرك بطلوعها .. لقد كان الأمر ملتبسا على الصبي .. وقد أراحته من عناء تفكر يوم طويل ..
إنهم على كراسي البحر يبحثون أمور الفلسفة المشائية ..
مرت هذه أمامي, ثم مر رجل لابد من منظره أنه على السبعين .. ارتدى عباءة زرقاء .. لابد أنه كان ضخما مهبلا يوما ما .. فله وجنتان تدليتا جنب ركني فمه .. شفته, أحدثك, أنها غليظة .. سوف يخبرنا صاحب الفراسة أنها لغلظة قلبه, أيام كان ضخما مهبلا, يصخب على الناس وعلى أهليه .. وسوف أحدثك عن ذوبان الغلظة هذي بعد أن انساحت استطاعته, وثقل إيمانه .. إلاتراه يمشي .. وهو الذي كان بالأمس يسخر من مشية العواجيز .. اذكر الجاحظ .. إماتراه تزحف قدماه على الأرض, قد يَصُوْتُ نعله كما يَصُوْتُ هُوْ كلما هَمَّ بالبلغم .. هذا الذي عَظْمُ جسمه ثقيلْ وراثةً لاغذاء .. هذا الذي كَفُّهُ خشنةٌ كبيرةْ وراثةً لاغذاء .. هذا الذي قد بَلِي .. هذا الذي سيغادرنا غذا إلى الله .. وسنحمل .. وسنصلي عليه .. ونقبره .. وندعو له .. قد علم الله ..
يـتبع..,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق